في 2 تيموثاوس 3 :16، كتب القديس بولس: “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ.” ومع ذلك، في العبرانيين 7 :18 قال أيضًا: ” فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا.” عند النظر إليها لأول مرة، قد يبدو أن هناك تناقضًا، ولكن مع وضعها فى السياق، يصبح المعنى واضحًا، بل ويشير إلى الخلاص.
الشخص الذي أشار إلى هذا “التناقض الواضح في الكتاب المقدس” لم يدرك العقيدة المسيحية. الله عادل وصادق، ولذلك فإن خطايا البشر تتطلب نوعًا من العقاب أو العواقب. في زمن موسى، وضع الله وصايا وقوانين لإرشاد البشرية الى ما هو برّ وما هو خطيئة. في ذلك الوقت، كانت طريقة “الجزاء” (إن جاز التعبير) هي النظام الكهنوتي في الخيمة المقدسة، ولاحقًا في الهيكل في أورشليم. وقد أقام الله في عهده مع شعبه إسرائيل نظامًا يقدمون فيه ذبائح حيوانية، لتُقتل، لكي يغفر لهم الله خطاياهم؛ خصوصًا ما يسميه الله في سفر اللاويين في الأصحاحات 4 إلى 6 “ذبيحة الخطيئة” و”ذبيحة الإثم”.
لكن لم يكن هذا النظام يقصد أن يكون حلاً دائمًا. في العبرانيين 10 :4، كتب القديس بولس: “لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.” كانت الكفارة التي حصل عليها الناس من النظام الكهنوتي القديم بمثابة غطاء للخطايا. الكلمة العبرية المترجمة بـ “كفارة” في العهد القديم هي “كفار”، التي تحمل فكرة “الغطاء”، وليس الإزالة التامة. عندما نقرأ الآية التي تلي العبرانيين 7 :18، يوضح القديس بولس: “19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى الله.”
بعد صلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، تُغفر خطايانا وتُفدى بدمه الإلهي الذي سُفك على الصليب كأعظم ذبيحة. لذا، لم يعد هناك حاجة للذبائح الحيوانية والتقدمات.
جميع الأسفار التي تأتي من الله نافعَة للتعليم، للتوبيخ، للتقويم، للتدريب في البر كما قال القديس بولس لتلميذه القديس تيموثاوس؛ فقط لأن النظام الكهنوتي القديم لم يعد له تطبيق علينا، فهذا لا يعني أن جزءًا من الكتاب المقدس لم يعد مفيدًا. لذلك، لا نجد أي تناقض بين الآيتين، بل يجب تفسيرهما في سياقهما الصحيح.