إن معايير التقنيين هى المعايير الفاصلة التى استخدمت لتحديد الاسفار التى تم تقنينها – أى التى تم قبولها أو تم رفضها – فى الكتاب المقدس. هذه المعايير هى:
- الأصل الرسولى(المعروف أيضًا بالرسولية): هو الذى يفحص هوية المؤلف، أى هل لدى المؤلف سلطة رسولية أم لا ؟ كلف الرب الرسل ليكونوا متحدثيه على الأرض خلال الفترة بين صعود المسيح وإكمال اسفار العهد الجديد. وقد تم منحهم موهبة الروح القدس التى ستمكنهم من كتابة الكتاب المقدس المعصوم وتعليم العقيدة المعصومة. لذلك، كانت اسفار العهد الجديد مرتبطة بأحد هؤلاء الرسل الموحى إليهم وذو السلطة.
- اعتماد الآباء الرسوليين: على سبيل المثال، اكليمنضس الرومانى، إغناطيوس، وبوليكاربوس، من بين الآباء الرسوليين. هل قبل الآباء الرسوليون تلك الكتب واستشهدوا بها كنصوص مقدسة أم لا؟
- الإقرار الكنسى: الكتابات التى أصبحت قانونية هى الكتابات التى كانت تستخدمها الكنائس الأولى؛ والتى كانت تقرأ فى العبادة الجماعية ومعروفة بأنها مفيدة للدراسة والعقيدة والبناء الروحى.
- مبادئ الارثوذكسية،الايمان الصحيح: سواء كان محتوى الأسفار متوافقاً مع الإيمان الأرثوذكسى المستقيم أم لا.
إن تقنين الأسفار تم فى المجامع المسكونية التى جمعت الأساقفة من جميع أنحاء العالم المسيحى للتأكيد على صحة والوهية الأسفار. لقد ذكر مجمع لاودكية ( 363 م ) أن العهد القديم وكتب العهد الجديد السبعة والعشرين فقط هى التى يجب قراءتها فى الكنائس. وأيضاً مجمع هيبو ( 393 م ) ومجمع قرطاج ( 397 م ) قد أكدا أن الـ 27 كتاب نفسهم هم مصدر موثوق، وليس هناك شك فى أن آباء كنيستنا الأوائل والآباء الرسل كانوا مخلصين حتى الموت لتقديم الإيمان الصحيح للعالم أجمع.
إن تحليل النصوص الذى شمل ملايين النصوص المباشرة وغير المباشرة، وصرامة عملية تقنين الكتاب المقدس، وكذلك إخلاص الرسل والآباء الأوائل، الذين قدموا حياتهم بفرح فى الاستشهاد للمسيح للحفاظ على الإيمان الصحيح، لم يترك مجالاً للشك فى صحة الكتاب المقدس.