هل يكفي أن نعيش حياة أخلاقية صالحة للذهاب إلى الجنة؟1 min read

You are currently viewing هل يكفي أن نعيش حياة أخلاقية صالحة للذهاب إلى الجنة؟<span class="wtr-time-wrap after-title"><span class="wtr-time-number">1</span> min read</span>

دعونا نبدأ مقالتنا بالتفكير في مشهد الابن الأكبر في مثل المسيح عن الابن الضال الذي كان يقول بغضب:

“فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي.” (لوقا 15: 29).

الآن، دعنا نتأمل في تعبيراته: “لقد عملت بجد من أجلك” و”لم أعصك أبداً”. ألا يشير هذا إلى أب غير عادل بشكل رهيب؟ كيف يمكن لشخص أن يكون مخلصاً جداً، جيداً جداً، ومثاليّاً ثم لا يُقدّر “بالشكل الكافي” من قبل والده؟ ببساطة، هذا هو الجدل الأساسي حول ما إذا كان يكفي أن تكون جيداً لتدخل الجنة. لكن قبل أن نغوص في الموضوع، دعنا نوضح بعض الحقائق الكتابية التي آمنت بها الكنيسة وعاشت بها منذ 2000 سنة.

أولاً، مسألة من يُخلّص ومن لا يُخلّص ليست من اختصاصنا للإجابة عليها، فهي من حق الله فقط لأنه خَلَق الكون، وهو الذي يحكم على البشر: “الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن” (يوحنا 5:22)

ثانياً، يذكر الكتاب المقدس أن “الخير المطلق” لا وجود له. “قد زاغوا معاً، صَاروا غير نافعِينَ، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد” (رومية 3:12). لذا، قد يبدو الناس “أبراراً” أو “خاليين من العيوب”، ومع ذلك، فإنهم ليسوا بتلك الدرجة من الخير ويحتاجون إلى الخلاص “لأنه ليس بآخرَ اسمٍ قد أعطيَ بين البشر به ينبغي أن نخلص” (أعمال الرسل 4:12)

ثالثاً، إرادة الله واضحة جداً في الكتاب المقدس الذي يقول: “الْإِلهُ يُرِيدُ أَنْ يَخْلُصَ جَمِيعَ النَّاسِ وَيَأْتُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ” (1 تيموثاوس 2:4). لذا، في قلب الله رغبة في خلاص الناس الذين خلقهم، لأنه ببساطة يحبهم.

بما أن هذا قد وضح، دعنا نتناول أبرز وجهات النظر التي تدعم الفكرة القائلة بأن “نعم، كون الإنسان جيداً هو فعلاً كافٍ لدخول الجنة.”

الادعاء 1: بعض الديانات مثل الهندوسية والبوذية (وأخرى) تدعو إلى سلوكيات أخلاقية عالية وفضائل استثنائية يعتبرها الكثيرون “سلوكيات جيدة” أو “روحية” مثل اليوغا وأشكال أخرى من التأمل. ألن تؤدي مثل هذه الروحانية إلى الخلاص؟

الرد: لنكن صادقين ونقول إن العديد من هذه “الأعمال الروحية” مثل التأمل تبدو مشابهة للتأمل في المسيحية وتُمارس لتحسين السلوك. ومع ذلك، فإنها لا تؤدي إلى الجنة لأن هذه الممارسات تستبعد تماماً اسم الرب يسوع والإيمان الضروري به للخلاص. مثل هذه التأملات تُمارس خارج إطار الإيمان به، وكما يقول الكتاب المقدس في رومية 10:13: “فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يُخْلَصُ”. لذا، يجب أن تشمل أي من هذه الممارسات الإيمان بيسوع المسيح كرب ومخلص لكي تساعدنا في أن نكون جيدين أو تؤدي بنا إلى الجنة. كما أن هذا الادعاء غير صحيح لأن هذه “الممارسات الروحية” المزعومة لا تعمل على تقوية الإيمان في المقام الأول، وهو أمر أساسي لدخول الجنة كما هو موضح في عبرانيين 11:6: “وَكُلُّ مَنْ يُقَرِّبُ إِلَيْهِ يَجِبُ أَنْ يُؤْمِنَ أَنَّهُ يَكُونُ وَاجِباً”.

الادعاء 2: العلاقة بين الشخص والله هي علاقة خاصة، فهي نوع من السرية، ومن المؤكد أنها ليست من شأننا أن نحكم عليها.

الرد: دعنا نلاحظ المصطلح الذي يستخدمه الكتاب المقدس وهو “يرث ملكوت الله” في 1 كورنثوس 6:10 وقصة نوح في “وَأَكُونُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ” (تكوين 6:18). هذه الفكرة عن “ملكوت الله” وقصة نوح تشرح مفهوم السماء ليس كمسألة خاصة فقط. بل تأتي من الانتماء إلى الآب من خلال علاقة ثابتة بين الله والإنسان وليست علاقة سرية. تشمل عبادة الله مع الأسرة في الكنيسة.

الادعاء 3: يسوع نفسه لم يصل إلى جميع الناس، فبعضهم سمع عنه وآخرون لم يسمعوا عنه. نفس الشيء ينطبق على الأوقات الحديثة/الحالية. العديد من الناس لا يعرفون من هو يسوع، لذا من غير العادل بالتأكيد أن يكون مصير هؤلاء الناس الهلاك.

الرد: الله هو أب عادل ومحِب. لقد أكد في الكتاب المقدس أنه “إلا أنَّه لم يَترُكْ نَفْسَهُ بِلَا شَاهِدٍ” (أعمال الرسل 14:17). حبه وسروره بأن يخلص الإنسان ينعكسان في أشكال وصور عديدة. الله يرسل شعبه، وأحياناً الملائكة، كما في حالة لوط، وأحياناً يظهر هو بنفسه للناس، كما في حالة القديس بولس، ليظهر للناس الذين يبحثون عنه الحقيقة وينقذهم كما في يوحنا 18:37: “كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي”. لذا، فكرة أن الله ينسى شعبه المحبوب، الناس الذين خلقهم، ليست صحيحة إطلاقاً.

في الختام، دعنا ننهِ مقالنا بما ذكره القديس يوحنا المعمدان: “الَّذِي يُؤْمِنُ بِالِابْنِ فَلَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ، وَالَّذِي لا يُؤْمِنُ بِالِابْنِ لَنْ يَرَى الْحَيَاةَ، بَلْ يَبْقَى عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ” (يوحنا 3:36)

Leave a Reply