في مناظرة حديثة بين بارت إيرمان وجيمي أكين، ادعى بارت (في الدقيقة 58 :28 في هذا الرابط https://www.youtube.com/watch?v=dKShBLRixR8&t=8137s) أنه إذا أخذنا روايات الإنجيل بشكل منفصل، نرى أن يسوع مصدوم لأنه صلب. يشير إلى أن هذه الرواية في مرقس تتناقض مع الروايات في الأناجيل الأخرى حيث يكون يسوع أقل صمتًا وأكثر تعمدًا بشأن صلبه.
ومع ذلك، هل صحيح أن يسوع كان مصدومًا بمصيره في إنجيل مرقس؟ ببساطة، هذا ليس صحيحًا وهو تمثيل خاطئ من قبل إيرمان لإنجيل مرقس.
إذا أخذنا الإشارات من إنجيل مرقس فقط، نجد أن يسوع قد تنبأ بوضوح ثلاث مرات أنه سيُنفذ عليه حكم الإعدام ويُقام من الموت. في مرقس 8، بعد اعتراف بطرس بأن يسوع هو المسيح، وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً. (مرقس 8 :31-32 )
في مناسبة لاحقة، في مرقس 9، كرر يسوع نبوءته عن موته وقيامته حيث «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». (مرقس 9 :31 )
للمرة الثالثة، في مرقس 10، يتنبأ يسوع بمزيد من التفصيل عن موته وقيامته حيث يقول: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». (مرقس 10 :33-34 )
لذلك، فإن ادعاء إيرمان بوجود تناقض في إنجيل مرقس لا أساس له، وغير دقيق، وغير علمي.