هل العهد الجديد (‏NT‏) موثوق به؟ (الجزء الثاني: مصداقية ‏قصة العهد الجديد)1 min read

You are currently viewing هل العهد الجديد (‏NT‏) موثوق به؟ (الجزء الثاني: مصداقية ‏قصة العهد الجديد)<span class="wtr-time-wrap after-title"><span class="wtr-time-number">1</span> min read</span>

للحكم على مصداقية قصة الكتاب المقدس، يطبق العلماء معايير الأصالة على روايات الكتاب المقدس. تمثل معايير الأصالة المعايير أو الأدوات التي يتم من خلالها تقييم الاحتماليات المعقولة لوقوع فعلي لحدثٍ ما. لذلك دعونا نناقش ثلاثة من هذه المعايير ونطبقها على قصة الكتاب المقدس.

 

اولاً: معيار الشهادات المتعددة:

ينص المعيار على أنه إذا تم تسجيل حدث بواسطة مصادر متعددة ومستقلة، فإن ذلك يزيد من احتمالية صحة وقوع هذا الحدث. عند تطبيق هذا العيار على قصة العهد الجديد، نجد ان لدينا عدة مصادر غير مسيحية (رومانية ويونانية ويهودية) تؤكد الحقائق التالية التي تتوافق مع قصة العهد الجديد وبالتالي تشهد على مصداقيته:

  1. عاش معلم يهودي اسمه يسوع في القرن الأول الميلادي في اليهودية.
  2. كان يُعتقد أنه عامل معجزة.
  3. تبعه العديد من التلاميذ الذين اعتقدوا أنه المسيح المنتظر.
  4. اتهمه قادة اليهود بالتجديف.
  5. مات على الصليب في عهد بيلاطس البنطي.
  6. ادعى تلاميذه أن لديهم لقاءات عديدة معه بعد قيامته من الموت.
  7. انتشر تلاميذه في مناطق مختلفة وبشروا بصلبه وموته وقيامته.
  8. تضاعف عدد المسيحيين قبل حريق روما العظيم.
  9. اعتاد المسيحيون أن يجتمعوا بانتظام ليعبدوه.

 

هذه الحقائق، التي تشهد لها العديد من المصادر خارج العهد الجديد، تتماشى مع قصة العهد الجديد، وبالتالي ، فإن قصة العهد الجديد تفي بمعيار الشهادات المتعددة.

 

ثانياً: معيار الإحراج:

ينص المعيار على أنه إذا كان حدث أو قصة محرجة لكاتبها، فمن غير المرجح أن يتم اختراعها وهذا يزيد من احتمالية وقوعها. لدينا العديد من المقاطع في العهد الجديد تبدو محرجة للتلاميذ الذين هم أيضًا المؤسسون الأوائل للكنيسة. على سبيل المثال، في الوقت الذي قُبض فيه على يسوع، هرب تلاميذه وتركوه. وأيضًا كان أول شهود عيان على القبر الفارغ وقيامة يسوع من النساء، وبالنظر إلى السياق اليهودي في الشرق الأوسط الذي يقلل من شأن النساء وشهاداتهن، إذا كانت القصة قد اختلقها التلاميذ، لكانت النساء هي الخيار الأخير للتلاميذ ليشهدوا للقبر الفارغ ولقيامة السيد المسيح.

ومن ثم، فإن القصة الكتابية تحقق هذا المعيار.

 

ثالثاً: معيار مصداقية السياق (السياق الاجتماعي والتاريخي):

ينص المعيار على أنه لكي تكون القصة حقيقية، يجب أن تحتوي على عناصر تتوافق ولا تتعارض مع السياق التاريخي والاجتماعي لذلك الوقت. عندما نلقي نظرة على العهد الجديد، نجد العديد من العناصر التي تتوافق مع السياق التاريخي والاجتماعي للقصة، على سبيل المثال، أجريت دراسة حول توزيع أسماء الاشخاص في القرن الأول الميلادي في فلسطين تكشف أن الأسماء المذكورة في العهد الجديد تتوافق مع الأسماء المستخدمة في ذلك الوقت في تلك المنطقة. وبالمثل، هناك اكتشافات أثرية تتماشى مع مخطوطات العهد الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يقدم إنجيل القديس لوقا تفاصيل تاريخية تزيد من ادلة صحة القصة من حيث سياقها التاريخي. في اصحاح 3: 1-2، كتب القديس لوقا: “في السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر – عندما كان بيلاطس البنطي حاكمًا على اليهودية، ورئيس ربع الجليل هيرودس، وأخوه فيليب رئيس رباعي إتوريا وتراكونيتيس، وليزانيا رئيس رباعي أبيلين” أثناء كهنوت حنان وقيافا، جاءت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية». يشير هذا المستوى من التفاصيل إلى أن القديس لوقا كان على دراية جيدة بالسياق التاريخي الروماني واليهودي لقصته.

ومن ثم، فإن القصة الكتابية تحقق هذا المعيار.

بناءً على هذه المعايير الثلاثة، يمكننا أن نثق في صحة قصة العهد الجديد.

 

اترك تعليقاً