يوفر العهد الجديد حسابين لشجرة عائلة يسوع، أحدهما في إنجيل متى والآخر في إنجيل لوقا. ومع ذلك، تتعارض الحسابات حول من كان والد يوسف: يقول متى إنه يعقوب، بينما يقول لوقا إنه هالي. إذًا، من هو جد يسوع من جهة الأب؟ هناك اختلافات أخرى ستتم مناقشتها في المقالات التالية.

النسب الأبوي ليسوع حسب متى:

النسب الأبوي ليسوع حسب لوقا:

ستتناول هذه المقالة سبب اختلاف والد يوسف في الحسابين.

سجل القديس متى ترتيب الأنساب للمسيح حسب النسل، نتيجة زواج بين رجل وامرأة وفقًا للنظام الطبيعي للأشياء. بينما سجل القديس لوقا الترتيب وفقًا للشريعة اليهودية التي تنص على أن الأخ يمكنه أن ينجب طفلًا لأخيه إذا توفي دون أن يكون له أطفال (ورثة). تم وصف ذلك في العهد القديم كما يلي:

 «إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. (تثنية 25 :5)

لذا، فإن والد يوسف، هالي، هو والد يوسف وفقًا للشريعة، ولكن يعقوب وفقًا للبيولوجيا. عندما أنجب يعقوب يوسف، أصبح يوسف ابنًا قانونيًا لهالي المتوفي، وفي نفس الوقت ابنًا بيولوجيًا ليعقوب. لذلك، قال القديس متى إن يعقوب أنجب يوسف، وهو أمر صحيح. بينما سجل لوقا أن يوسف هو ابن هالي، وهو أيضًا صحيح وفقًا للشريعة اليهودية. ذكر متى الأنساب البيولوجية، وذكر لوقا الأنساب القانونية.

ولكن إذا كان يعقوب وهالي إخوة، ألن تندمج الأنساب من جد يوسف إلى داود، وبالتالي، يكون لهما نفس الأسماء وعدد الأجيال؟

سؤال جيد! ليس إذا كان يعقوب وهالي نصف إخوة من نفس الأم. في هذه الحالة، سيكون جد يوسف مختلفًا أيضًا لأن يعقوب وهالي ليسا ورثة لنفس الأب، بل فقط من نفس الأم.

تفسير واحد هو أن متثان ومتثات تزوجا نفس المرأة [بالتتابع بعد أن أصبحا أرملين]. وقد أنجبت (إيستا، وفقًا للتقليد) أطفالًا من كل منهما، الذين كانوا إخوة رحم. لذا، فإن زوجها الأول، متثان، هو والد يعقوب. أما متثات، زوجها الثاني، فقد أنجب هالي. بعد عدة عقود، ولسوء الحظ، توفي هالي بلا أبناء. لذا، فإن جد يسوع من جهة الأب هو… كلاهما! واحد بحسب القانون والآخر بحسب الطبيعة.

لتبسيط الأمور، إليك رسم بياني:

الخاتمة:

تابع القديس لوقا بتسلسل الأنساب القانونية من هالي، الذي توفي بلا أبناء ولكنه حصل على نسل قانوني من نصف أخيه يعقوب، الذي ينحدر من ناثان، ابن داود. بينما تابع القديس متى من يعقوب، نصف أخي هالي من نفس الأم، الذي ينحدر من سليمان، ابن داود الأصغر. لم تلتقِ الأنساب حتى داود، لأن نصف الأخوين، يعقوب وهالي، كانوا إخوة رحم (من الأم مع آباء مختلفين). تم تأكيد نسب المسيح، من وجهتي النظر البيولوجية والقانونية؛ أنه ابن داود، ابن إبراهيم، وابن آدم.

ابحث عن المقالتين التاليتين في السلسلة هنا:

هل أخطأ متى في حساب عدد الأجيال؟

كيف يمكن أن يكون يسوع من نسل يكنيا الملعون؟

تفقد قناتنا على يوتيوب لمشاهدة مقاطع الفيديو حول مقالات مشابهة: https://www.youtube.com/@SaintPaulCopticApologetics