في سفر التكوين، الإصحاح الأول، يذكر الكتاب المقدس أن “في البدء خلق الله السماوات والأرض” (تكوين 1:1). كما يذكر أنه في اليوم الثالث، أمر الله بأن “تظهر اليابسة… ودعا الله اليابسة أرضًا” (تكوين 1 :9-10). ومع ذلك، في اليوم الرابع، يذكر الكتاب أن الله “عمل النيرين العظيمين، النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل. والنجوم أيضًا…” (تكوين 1 :16)
لقد أثبت العلم أن الشمس والنجوم أقدم من الأرض. فهل يتناقض الكتاب المقدس مع العلم؟ ليس بالضرورة، إذا فسرنا ما يقوله الكتاب فعليًا، لا ما نعتقد أنه يقوله.
فالكتاب المقدس لا يقول صراحة إن الشمس خُلِقت في اليوم الرابع. إذا قرأنا الآية الأولى في سفر التكوين بعناية، نجد أنها تقول إن الله خلق السماوات والأرض “في البدء”، أي قبل اليوم الأول، عندما “فصل الله بين النور والظلمة” (تكوين 1 :4). وفي اليوم الرابع، يقول الكتاب إن الله “عمل النيرين العظيمين” (تكوين 1 :16)، لاحظ هنا أنه لم يقل “خلق”، بل “عمل”.
فما معنى هذا كله؟
الله خلق السماوات والأرض في البدء، وكانت السماوات تشمل كل شيء: الشمس، النجوم، المجرات، الكواكب، والأرض نفسها. وفي سرد قصة الخلق، كانت هناك سُحب كثيفة أو ضباب كثيف يغطي الأرض، ما جعلها مظلمة بسبب حجب ضوء الشمس. وفي اليوم الرابع، جعل الله الشمس والقمر والنجوم ظاهرة ومرئية من على الأرض، لكنها كانت قد خُلِقت سابقًا في “البدء” (تكوين 1 :1).