هل معقول الله يصلي لله؟ كلام غير منطقي و يناقض نفسه!… الحقيقة أنه كلام منطقي جداً
آولاً، الله تجسد في المسيح علشان يورينا الطريق بل يكون هو الطريق. الله كلّم الأنبياء على مدار عصور كثيرة لكن قرر انه افضل طريقة انه يوصل للإنسان ويعلمه طريق الخلاص ويجدد طبيعته هي انه يتجسد ويعيش بيننا. مكانش ينفع أن المسيح يتجسد علشان يرينا الطريق وفي الآخر ميصليش ويستثني نفسه من كل الوصايا بحجة انه الله! وإلا مكانش ليه لازمه أنه يتجسد من الاول.
ثانياً، كون المسيح يصلي فده منطقي جداً لو فهمنا طبيعته. المسيح هو الله وإنسان كاملين. مش انسان بس، و مش الله بس. يعني مثلًا تخيّل مصباح مضيئ: يوجد مصباح (جسم مادي)، ويوجد نور يخرج منه (ضوء غير مادي)
المصباح لا يمكنه أن يُنير بدون النور، والنور لا يمكن رؤيته أو استخدامه دون أن يخرج من المصباح. هما مختلفان من حيث الطبيعة، لكنهما متحدان في العمل والوجود في لحظة الإضاءة.
لكن، لا يمكننا أن نقول إن النور “تحوّل” إلى المصباح، ولا أن المصباح “أصبح” نورًا فقط. كلٌّ يحتفظ بطبيعته، لكن يعملان معًا في وحدة لا تنفصل، ولا يمكن نقول لو المصباح انكسر ان النور انكسر لان النور مبينكسرش.
وهكذا أيضًا في المسيح: له ناسوت (كالجسم المادي للمصباح)، وهو إنسان كامل. وله لاهوت (كالنور الخارج)، وهو الله الكلمة الأزلي.
عندما صلى، صلى بناسوته، بينما لاهوته متحد به دومًا دون أن يفقد صفاته الإلهية.
فيه آيات كثيرة تثبت انه هو الله. يعني مثلًا في إنجيل يوحنا، المسيح قال “أنا في الآب والآب فيّ”، وقال “أنا والآب واحد”، وقال كمان “من رآني فقد رأى الآب”.
وفي نفس الوقت، المسيح عاش كإنسان كامل بياكل ويشرب وينام ويبكي. المسيح كإنسان عاش شريعة موسى وتممها. كان بيصلي ويصوم ويعمل خير ويعلم في مجامع اليهود. لذلك مفيش تناقض بين كون المسيح الله بيقيم موتي وبيتحكم في الكون كله، وفي نفس الوقت كونه انسان كامل بيصلي ويصوم.