كان الملك سليمان مشهورًا بحكمته وثروته، وهناك آيات في الكتاب المقدس تشير إلى غناه. ولكن يبدو أنه يوجد تناقض في اثنين من هذه الآيات – كم عدد الإسطبلات التي كانت لسليمان؟
يقول سفر الملوك الأول: “وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ (1 ملوك 4 :26 )
بينما في سفر أخبار الأيام، يقول”وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْل وَمَرْكَبَاتٍ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ الْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ.” (2 أخبار الأيام 9 :25 )
يبدو أن هناك “تناقضًا” هنا حيث يقول العدد الأول 40,000 إسطبلًا بينما يكتب سفر أخبار الأيام 4,000 إسطبلًا. فكيف يمكننا تفسير هذا التفاوت؟
تفسير محتمل
التفسير لعدد الإسطبلات للخيول بسيط جدًا ويتطلب قراءة دقيقة. تقول الآية الأولى: “… وكان لسليمان أربعون ألف إسطبلًا لخيول مركباته …”
إذاً، كان لسليمان 40,000 إسطبلًا للخيول المخصصة للمركبات، وبالتالي يكون عدد الخيول هو 40,000.
أما الآية الثانية فتقول: “… وكان لسليمان أربعة آلاف إسطبل للخيول والمركبات…”
ومع ذلك، هذه الآية تشير إلى أن سليمان كان لديه 4,000 إسطبل للمركبات، حيث كان يتم ربط الخيول بها. إذًا، عدد المركبات هو 4,000.
إذا جمعنا بين الآيتين، يتضح أن سليمان كان لديه 40,000 حصان و4,000 مركبة. وهذا يعني 10 خيول لكل مركبة. وقد قال العديد من العلماء إن هذا الرقم غير محتمل.
لماذا يجب أن يكون لكل مركبة 10 خيول؟
كانت المركبات تحتوي على خمس فرق من حصانين في كل واحدة. لماذا حصانين؟ لأن استخدام حصانين لسحب المركبة الصغيرة أقوى وأسهل وأسرع من أن يسحبها حصان واحد. أيضًا، إذا كان حصان واحد يسحب المركبة فقط وحدث أن مات، كانت المركبة ستبقى في ساحة المعركة وسيُحاصر المقاتلون. لكن مع حصانين، يمكن للسائقين العودة إلى الخطوط الخلفية بالحصان الثاني، وتبديل الخيول المتعبة، والعودة إلى المعركة. (مثل الإطارات الاحتياطية في سباقات السيارات )
في المعركة – أو حتى أثناء السفر إلى منطقة التمركز للمعركة – قد يتعرض أحد الحصانين للإصابة (1)، أو الموت (2)، أو الإرهاق (3)، أو الجفاف (4)، أو الحاجة إلى الطعام (5). لذا سيكون من المشكل ترك المركبة دون فائدة. لهذا السبب، تم تشكيل خمس فرق لكل مركبة لضمان إمكانية التبديل بينهم في أي وقت في حال حدوث أحد السيناريوهات الخمسة المذكورة أعلاه. بهذه الطريقة، كان مضمونًا أن المركبة ستظل في المعركة للحصول على أفضلية على العدو الذي يقترب مشيًا.
الاستنتاج: الفروقات بين سفر الملوك وسفر أخبار الأيام بشأن عدد الإسطبلات التي كانت لسليمان، ليست “تناقضات في الكتاب المقدس” بل هي مجرد مزيد من المعلومات التي تساعد القارئ على الحصول على القصة أو الفكرة الكاملة.
يمكنك العثور على المزيد من المقالات التي تتعامل مع آيات الكتاب المقدس الصعبة من خلال الرابط التالي:
صعوبات الكتاب المقدس